إن نظرة متأملة لما تعانيه المرأة من شعور بعدم المساواة في المجتمعات الشرقية ترينا أن المشكلة تكمن في عاملين،
العامل الأول هو أننا نقيس نجاح المرأة بمقاييس ذكورية و نفرض هذه المقاييس على المرأة
فما زلنا نعتبر كمجتمع أن النجاح هو أن نغزو جميع مجالات الحياة ، في حين أن طبيعة المرأة و تكوينها الجسدي و النفسي - ( المبني على تركيب المخ وطريقة عمله و الهرمونات و اختلاف كل هذه العوامل في الذكور و الإناث بشكل كبير )- مُعد لطبيعة حياة و أعمال معينة تناسبها جسديا و نفسيا .. و بالتالي تضطر كي تشعر بالنجاح أن تغزوا جميع مجالات الحياة مثل الذكور .
و العامل الثاني هو أننا اعتدنا على اعتبار أن العمل هو ما يتم خارج المنزل لصالح الغير بمقابل أجر و من ثم يرفض الكثيرون النظر الى دور المرأة الحيوي في تربية أولادها و رعاية البيت باعتباره عملا ! رغم فوائده الكبيرة للمجتمع .
و الطريق الى الخروج من هذا التيه المجتمعي و الثقافي ينبغي أن يفهم المجتمع ثقافة الإختلاف بين الرجل و المرأة في التركيب و الطبيعة النفسية و السلوكية و لا شك أن هذا طريق طويل .. يتطلب أولا تعديل نظرة المجتمع للسمات الأنثوية التعاطفية و اعطائها ما تستحقه من تقدير ، و قبل أن نطالب الرجل بتقدير ما تقوم به زوجاتهم في المنزل ينبغي أن تنظر المرأة نفسها إلى دورها نظرة التقدير و تدرك أن إدارة أسرتها ورعايتها في مختلف الجوانب الصحية والأخلاقية و التعليمية و الإقتصادية لا تقل أهمية عن تدبير المال اللازم لشراء الطعام و الملابس و سداد نفقات التعليم و العلاج.
قد يرى البعض في هذا المقال دعوة لعودة المرأة إلى المنزل ( هذا قرارها وحدها ) و إلى عدم المساواة بين الرجل و المرأة في الوظائف مثلا و هذا عكس ما نقصد إليه تماما .. بل هي دعوة لتحقيق الإستغلال الأمثل للطبيعة ( الأنثوية ) في المكان الأمثل و بالطريقة الأمثل سواء في البيت أو العمل أو الاتنين معا .
مقال مُختصر و بتصرف
د. عمرو شريف
د. نبيل كامل
كتاب المخ ذكر أم أنثى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق