الأحد، 10 فبراير 2013

الطلاق





وصلت نسبة الطلاق في عام 2008 الى حالة طلاق كل 6 دقائق و في عام 2009 الى حالة طلاق كل 3 دقائق و كانت النسبة المئوية للطلاق في عام 2011 هي 52% و كانت 70% منهم في السنة الأولى للزواج !
هذه إحصائية مجمعة من هيئة التعبئة و الإحصاء و من جمعية المأذونين الشرعية
نسب مفزعة تعدت حدود مسمى ظاهرة بل أصبحت كارثة مجتمعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلا جدوى من الحديث عن النهضة لأن نصف المجتمع محطم بالفعل من الداخل و عاطفيا و أسريا و النصف الآخر يكافح من أجل التماسك .. فالطاقة مهدرة في ترميم العلاقات و تضميد الجروح و توفير لقمة العيش

هناك أسباب للطلاق و هناك أسباب " لزيادة معدل الطلاق نفسه " .. أما عن أسباب الطلاق فهي لا تحصر لكل قضية طلاق أسبابها و لكن يمكن جمعهم تحت عنوانين الا و هم
1- نقص الوازع الديني والاخلاقي
و عدم معرفة قيمة و قدسية الزواج و لا الشكل الذي يفترض أن تكون عليه الحياة الزوجية من سكن و مودة و رحمة التي تتجلى في الطريقة التي يتعامل بها الزوجين و تشوش مفهوم الحقوق و الواجبات مما يخلق مشكلات ضارية .. في حين الرجوع للاخلاق و اعتمادها في التعامل بيننا سيحد من حدوث المشكلات و سيهدئ من التوتر في كل العلاقات أضف الى أن كل الأديان فصلت موضوع الزواج و خاصة الحقوق و الواجبات فالرجوع للدين في قصة الحقوق و الواجبات و جعله قاعدة حياة سيمنع الكثير من المشكلات

2- ثاني سبب من أسباب الطلاق هو قلة الوعي بمفهوم الزواج و مسئولياته الحقيقة و عدم معرفة بعض القواعد النفسية التي تميز الرجل و المرأة و التي تحدد سلوكهم و احتياجاتهم .. و بالتالي لا تلبى معظم الإحتياجات من الزواج لأنها بالأصل غير معروفة و محددة و كذلك سوء إختيار شريك الحياة و هو من أكبر أسباب الطلاق و عدم معرفة طرق التعامل الصحيح مع المشكلات و حلها
أضف إلى عدم الوعي : الوعي الخاطئ و هو أسوأ من عدم الوعي فالزواج أصبح في نظر نصف الشباب مشروع فاشل كما تصفه ألسنتهم و هذا مما يرونه من نماذج فاشلة في محيطهم و كذلك فكرة الشباب الذهنية عن الزواج أنه زواج جسد فقط و بالتالي يفشل زواجهم لأن الزواج تزاوج روح و عقل و وجدان و عائلة و جسد

أما عن أسباب زيادة معدل الطلاق نفسه مقارنة بأعوام مضت هو استقلالية المراة المادية التي تتيح لها الإعتماد على نفسها و لذلك فلا تضطر إلى الصبر على زوج يؤذيها مثلاً ، و كذلك فساد الإعلام الذي صور الزواج بالنكد و الهم على عاتق اي متزوج و صور علاقات العشق الغير مشروعة بأنها أمتع ما في الوجود و أن هذا هو الحب بذاته و بالتالي اتجه الشباب الى العلاقات الغير مشروعة و كان سهولة ايجاد البديل الغير مشروع سبب آخر لزيادة حالات الخيانة التي أدت الى الطلاق كما ان النظرة للمطلقة أصبحت أخف حدة من ذي قبل فكان هذا الآخر هو سبب شجاعة الكثير لـالإقبال على الخلع أو الطلاق !
و من هنا وجب نوجه نداء للهيئات و المؤسسات الإجتماعية المسئولة بالنظر في تجربة مهاتير محمد لمواجهة تفشي الطلاق و الإنهدام الداخلي للمجتمع الماليزي فعمم رسمياً نظام الدورات التأهيلية للزواج في بلاده بحيث لا يستطيع أن يعقد رجل و امرأة عقد زواج بدون وجود أوراق ثبوتية تؤكد خضوعهم لهذه الدورات .. فإنخفضت في ثلاث سنوات من 32% إلى 7% و عندها عندما تتحدث ماليزيا عن النهضة .. فهي تنهض بالفعل.

بقلم
شيماء فؤاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق