الأحد، 10 فبراير 2013

التجمل في الخطوبة



جميعنا به نزعة إلى القَبُول و الحُب أي أن يقبلنا المجتمع و يعترف بنا و يُحبنا ولا يرفضنا .. نفس هذه الرغبة في القبول و الإعجاب يعمل عليها الشاب و الفتاة أثناء الخِطبة خاصة أن الأمر أصبح في حيز فردين و أي انطباع غير جيد لأحدهم عند الآخر سيعتبره الشخص نوعا من الفشل و الهزيمة - في حين أن الحِسبة ليست كذلك ! - بالإضافة الى شعور الرفض المرير .. إذن فالجميع يود أن يهرب من هذا الشعور و يعيش الشعور الآخر و هو القبول و الإعجاب و الحُب .. أثناء هذا الهروب اللاواعي أحياناً يقوم بعض الأشخاص بإظهار ما ليس فيهم أو التزيين الشديد لما فيهم كترقيق الصوت و الهدوء المصطنع ووضع مساحيق التجميل التي تغير الشكل بشكل كبير و غيرها هذا بالنسبة الى المظهر أما الى الشخصية فيحاول بعض الأشخاص أن يُظهر المثالية الشديدة و التسامح الكبير مع الأخطاء في حين أنه في الحقيقة لا يتسامح مع مثل هذه الأخطاء .. و ربما التغاضي عن امور بغرض تقريب المسافات في حين أن في الواقع و الحقيقة الشخص رافض بالفعل لهذ الامور و ينوي رفضها فيما بعد .. أي أنه لا يبدي رأيه الحقيقي الذي يعبر عن شخصيته الحقيقية و أيا كانت النية وراء ذلك .. فهذا خداع للنفس و خداع للآخرين .. و بداية غير جيدة لأكثر علاقة تتطلب الوضوح و الصراحة و المباشرة و الرضا التام عن حقيقة الطرفين .. و من الأضرار التي يعترض لها الشخص فيما بعد هو انه يقل في نظر الآخر بالإضافة الى الثقة التي ستهتز و هنا نتعرض للشعور الذي هربنا منه بطريقة خاطئة و هو شعور الرفض .. و لكنه الآن من اكثر الأشخاص قرباً مما يؤثر على حياتنا و علاقاتنا كلها ..إذن علينا ان نعلم أن التجمل مطلوب لكن التجمل الذي يغير الواقع غير مطلوب .

بقلم شيماء فؤاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق