الأربعاء، 20 فبراير 2013

الأصدقاء و تأثيرهم على الحياة الزوجية


التأثير يعني وجود طرف مؤثر و طرف مستقبل .. و يتوقف استقبال الطرف الأخير على درجة رشده و وعيه و طريقة تفكيره  و نوع الأفكار التي يسمح بـ مرورها الى عقله  .. فإذا كان أحدهم عرضة للتأثُر السلبي بأي كلمة يقولها أحد عن الزواج فهذا يعني أنه لم يصل بعد لدرجة الرشد و الوعي التي تجعله يركب " فلتر " بين أذنه و عقله يمرر فقط ما يفيده و يطرد عنه الشر و الفكر السلبي الذي يضر حياته -( و الفلتر الذي نتحدث عنه هو مجموعة من الأفكار الحقيقية الصحيحة نستقيها كمسلمين أولا من القرآن و السنة و ثانيا من أهل الذكر أو المختصين بالمجال  و تعرفهم على صحة من أمرهم أم لا اذا  وافقت نتائج دراساتهم التوجيه الرباني  ) .

و المؤثرون في حياتنا أو عليها عديدون منها الأهل و الجيران و الإعلام و المؤسسات التربوية و الأصدقاء  ..
كل هؤلاء  كان تأثيرهم  لا واعياً و قويا و فعالاً جدا قبل سن الرشد أي قبل تكوين الفلتر! و لكن بعد الرشد يجب أن يكون هناك وقفة و " غربلة " للأفكار التي استقبلناها ببراءة على مر عمرنا .. و تحديد موقفنا و مفاهيمنا و أفكارنا  تجاه الأشياء و المواضيع بوجه عام و  موضوع الزواج تحديداً و كذلك موقفنا تجاه الأشخاص و خاصة الأصدقاء  !

* الأصدقاء و تأثيرهم المباشر و الغير مباشر في نقاط

بشروا و لا تنفروا
- منهم من يقوم بالتبشير و الحث على الزواج و منهم من يقوم بالتنفير و محاولة إقناعك بالعدول عن هذه الفكرة لأنها في رأيه أسوأ فكرة على الإطلاق ( و انه هو اللي جاب دا كله لنفسه ).. في حين أنها تجربة فردية تعتمد على ظروفه وحده و شخصيته و طريقته و كذلك طريقة من تشاركهه الحياة و ظروفهم .. و التجربة الفردية لا تعمم أبداً و هكذا يفكر الواعون .. و هنا أعجبني الكاتب الكبير أنيس منصور عندما قال .. " الذي نسمعه عن حياة الآخرين ليس مقياساً فليس الأزواج متشابهين كقوالب الطوب و ليست الزوجات متشابهات تماماً .. فكل زوج يختلف عن الآخرو كل زوجة تختلف عن الآخرى .. فإذا سرت مع صديق لك في الشارع فلا يمكن أن تتفق معه في طريقة المشي و اتساع الخطوة .. فما بالك بطريقة التفكير في الحياة أو الآمال أو المخاوف  أو في إحساسه بالمسؤولية .. بالنسبة للمرأة و بالنسبة للطفل و بالنسبة للزواج في عمومه !" ..


- إختر أصدقاءك من جديد .. و صنفهم .. اقترب من الذين يقدرون الزواج و يحترمونه .. اختلط بالناجحين في حياتهم الزوجية .. لأنهم بالتعبير النبوي كـ الجليس الصالح الذي شبهه النبي محمد الكريم صلى الله عليه وسلم بحامل المسك الذي اذا خالطه و لو قليل.. أصبت من ريحه .. يعني تأثرت به ايجابياً بلغة تطوير الذات فتعود بيتك بحالة مزاجية أفضل و تتعاطى مع الحياة بشكل إيجابي و خاصة الزوجية   .. و على العكس تماماً جلساء السوء و أنت تعرفهم ولا يخفون عليك سيتعلق بك من مخالتطتهم بعض الرائحة الكريهة فتعود بيتك غير راض عن زوجك و لا عن الحياة ولا عن نفسك ! مثل هذا الصديق إجعل علاقتك به خارج أسوار العلاقة الزوجية تماماً و كذلك الصديق الذي لا يحترم الحدود و يتطفل بتعليقاته على حياتك الزوجية و على طريقة معاملتك لـ زوج/ تك  ،ومثل ذلك  الصديق/ة الذي تعرف عنه أنه يتودد إلى أزواج الآخرين و غيرهم من تلك الفصيلة .. يجب إقصاؤهم تماما عن حياتك الزوجية .


- يحدث أحياناً أن  تتوتر العلاقات الزوجية ونفتقد "معنى السكن" في البيت   .. نلجا للأصدقاء للفضفضة و للمساعدة   و من المعروف أن الأصل أن يكون الأصدقاء بعيد عن العلاقة الزوجية إلا اذا طُلب منهم التدخل و لكن من الأشياء التي يجب أن نعرفها جميعاً  أن ليس كل صديق متزوج مؤهل للإستشارة .. إنما يُستشار أهل الخبرة و كذلك أهل الحياد الموثوق بهم أي المختصين .. فكن حريص مع من تتحدث و من تستشير .

- من جهة أخرى بجانب أن يكون أصدقائك أو أصدقاء الأسرة من النوع الواعي الذي يتعاطى بإيجابية مع الحياة لا سيما الزوجية .. حبـــذا إن كانوا  في نفس المستوى تقريباً حتى لا تقارنك نفسك بهم .. فترفض حياتك أحياناً  .. و هي نصيحة قرآنية (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) ..

- ضع في حسبانك أن تلك الأسرة الصديقة الجميلة ستربي اطفالاً على معاني و قيم فضلى و جيدة .. إذن فأنت تختار أصدقاء أولادك من لحظة اختيار آبائهم !


و أخيراً خير الكلام و أبلغه و أعمقه .. بسم الله  ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
صدق الله العظيم

بقلم شيماء فؤاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق