كن مهاتير نفسك – رخصة الزواج.
من عامين تقريبا كنت أشاهد برنامج مذكرات سائح لــد. علي العمري ، و كان في زيارة إلى ماليزيا ، يعرض لنا منها؛ كل جوانب الحضارة و و أسباب و أفكار التقدم ، و كان الهدف من البرنامج أن يتحرك أحد في عالمنا العربي و يتبنى و لو فكرة بسيطة ، و كان من أكثر الحلقات جمالا و التي أعجبت بعبقريتها رغم بساطتها هي حلقة رخصة الزواج.
ما قصتها؟
في عام 1992 لاحظ رئيس الوزراء مهاتير محمد أن نسبة الطلاق في بلاده 32% و هذا الإنهيار الأسري و الإجتماعي يهدد دولته فالدولة التي ستبنى على أكتاف المحطمين ، ستكون مثل بيت العنكبوت و لذلك فكر في أن يجعل للزواج رخصة حكومية بحيث لا يتم تزويج شاب أو فتاة إلا بعد حصوله على هذه الرخصة التي تفيد بأن الفتاة او الشاب أصبح الآن مؤهلا لأن يقود أسرة و قادر على فهم الطرف الآخر و التعامل معه وتلبية إحتياجاته و أيضا قادرين على الإنجاب و على التربية الصحيحة على الأسس الإسلامية.
و بعد تطبيق هذا القرار انخفضت نسبة الطلاق الى 7 % في ماليزيا، بل و كل ماليزي خضع لهذه الدورات يؤكد أنها أحدثت فرقا في حياته و أنه يدين كثيرا لمهاتير محمد .
كم تمنيت أن أمتلك سلطة مهاتير محمد كي أطبق هذا القرار في بلدي ، وأتساءل لم لا يكون هذا الأمر عاما في سائر بلادنا؟
الإجابة ليست عندي ، لكن كل ما أملكه من الأمر ، أو نملكه من أمرنا هو أن نفرض على أنفسنا القرار و نطبقه
كل ما هنالك هو أن تقرأ مزيدا من الكتب في العلاقات و أن تخضع لدورة تأهيلية في الحياة الزوجية أو دورة في الإرشاد الأسري ، و في الفترة الأخيرة ، نال الموضوع إهتماما ملحوظا ( على المستوى الفردي ) فأصبح هناك وفرة من الكتب و الدورات في هذا المجال
فلنهب وليكن كل منا مهاتير نفسه و نصنع بيوت ماليزية على التراب العربية.
بقلم شيماء فؤاد
الخبر في جريدة اليوم السابع
هنا