الحب مكانه العقل و ليس القلب و هذا شئ أصبح مثبت علميا و متفق عليه عالمياً .. و الحب هو حالة هرمونية يستجيب لها اعضاء الجسم مثل خفقان القلب أو التوتر أو الشوق أو احمرار الوجه أو اي انفعال يذكر نصادفه و نحن في حالة : حب"
إذن المشاعر هي في الأصل هرمونات
كيف نطبق نظرية الهرمونات على المقولة
"الزواج يقتل الحب" و مرادفاتها من العبارات السلبية المستهلكة .
تعال لنعرف أسباب ذلك
و هي انخفاض و ارتفاع الهرمونات المسئولة عن المشاعر استجابة للأفكار المعطاه للمخ
كيف ذلك
قبل الزواج و تحديداً عند الوقوع في الحب وأثناء الخطبة .. نشعر بالشوق و الخوف من فقدان الحبيب و الرغبة الملحة في الزواج بسرعة
فتكون معدلات هرمون " الدوبامين " عالية في الجسم و هذا الهرمون عن شعورك بـالشوق و الأرق و حالة السعادة و الإشراق التي تكون فيها
و بعد الزواج بعامين أو ثلاث تقل نسبة هرمون الدوبامين ( و تقل معه أعراض الشوق و اللهفة و السرور " و ذلك بسبب الإطمئنان أن الحبيب موجود ( لن يطير ) و أنه سيعود للمنزل كل يوم .. أو ان الحبيبة موجودة بالمنزل أين ستذهب! .. و بالتالي لا يوجد " فكرة الشوق " فلن يفرز الدوبامين - المسئول عن مشاعر الشوق و اللهفة - الا بالمعدل العادي الطبيعي الذي يحافظ على الحالة المزاجية للإنسان .. و بالتالي لن تشعر بمشاعر الشوق و الخوف من الفقد كما كنت في الخطوبة ..بل ستشعر بمشاعر يمكن وصفها بـ العادية
بل تكون مطمئناً في الزواج من ناحية فكرة وجود الحبيب
و يفرز في حالة الإطمئنان هرمون ثان اسمه " الأوكسيتوسين " و هو ما يحقق مشاعر الإرتباط والسكينة بين الزوجين
أضف إلى ذلك تزايد الضغوط يوم بعد يوم و زيادة المسئوليات بعد الزواج .. يجعل الجسم يفرز هرمون آخر اسمه " الكوتيزول" و يطلق عليه هرمون التوتر و يفرزهم الجسم لتكيف مع الوضع و كلما زادت الضغوط زاد افراز هرمون الكورتيزول بمعدل يفوق المعدلات الطبيعية للدوبامين الذي يشعرك بالسعادة
و بالتالي إذا أردنا تلخيص الموضوع
* الوضع كان قبل الزواج :
- فكرة الشوق و الرغبة في الإرتباط و الخوف من الفقد > إفراز هرمون هرمون الدوبامين بكثافة > الشعور باللهفة و عدم القدرة على انتظار اللحظة التي سيجمعكما فيها الزواج و هذا نترجمه نحن بأعراض الشعور بالحب
- حالة الشعور بالثقة و علو القيمة و الشعور بتحقيق الذات عاطفياً التي يعطيها لنا الحب > تحفز المخ على افراز الأوكسيتوسين > فنشعر بالسكينة و الرضا
الوضع بعد الزواج بفترة
- الإطمئنان أن الحبيب في اليد أو في البيت و ليس هناك خوف من الفقد أو اشتياق لأمر ما وهو عكس ما كان أيام الخطبة من شوق و سهاد و سهر و لهفة > يقل بالطبع هرمون الدوبامين المسئول عن هذه المشاعر جميعاً - او بمعنى أدق يعود لمستواه الطبيعي بعد أن كان زائدا لفترة
- حالة السكينة التي يشعر بها المتزوجون و التي لم تكن موجودة قبل الزواج > تحفز على افراز الأوكسيتوسين بكثافة
- الشعور بالضغوط المتزايدة > ( كورتيزول عالي أو هرمون التوتر)
بالمقارنة ننتهي الى أن الحب كان فقط قبل الزواج و أن الزواج يضعفه او يقتله أو ايا كان المسمى .. و هي فكرة خاطئة
فالحب لم ينتهي فقط هرموناتك تغيرت بسبب الإعتياد على وجود الشخص و مشاعر الشبع منه
الخبر الجيد أن بعض التجديد في البيت او في العلاقة الزوجية و أيضاً ابتعاد الزوجين عن بعض من خلال أجازات زوجية دون غضب و دون اطالة فترتها .. تستعيد مشاعر الخوف من الفقد و الإشتياق و أيضا .. استعادة المعدلات العالية من الدوبامين و هرمونات السعادة الأخرى مرة أخرى
المصدر : مجموعة دراسات سيكوفسيولوجية