السبت، 23 أكتوبر 2010

كن مهاتير نفسك


كن مهاتير نفسك – رخصة الزواج.

من عامين تقريبا كنت أشاهد برنامج مذكرات سائح  لــد. علي العمري  ، و كان في زيارة إلى ماليزيا ،  يعرض لنا منها؛ كل جوانب الحضارة و و أسباب و أفكار التقدم ،  و كان الهدف من البرنامج أن يتحرك أحد في عالمنا العربي  و يتبنى و لو فكرة بسيطة ، و كان من أكثر الحلقات جمالا و التي أعجبت بعبقريتها رغم بساطتها هي حلقة رخصة الزواج.

ما قصتها؟

في عام 1992 لاحظ رئيس الوزراء مهاتير محمد أن نسبة الطلاق في بلاده 32% و هذا الإنهيار الأسري و الإجتماعي يهدد دولته فالدولة التي ستبنى على أكتاف المحطمين ، ستكون مثل بيت العنكبوت و لذلك فكر في أن يجعل للزواج رخصة حكومية  بحيث لا يتم تزويج شاب أو فتاة إلا بعد حصوله على هذه الرخصة التي تفيد بأن الفتاة او الشاب أصبح الآن مؤهلا لأن يقود أسرة و قادر على فهم الطرف الآخر و التعامل معه وتلبية إحتياجاته و أيضا قادرين على الإنجاب و على التربية الصحيحة على الأسس الإسلامية.
و بعد تطبيق هذا القرار انخفضت نسبة الطلاق الى 7 % في ماليزيا،  بل و كل ماليزي خضع لهذه الدورات يؤكد أنها أحدثت فرقا في حياته و أنه يدين كثيرا لمهاتير محمد .

كم تمنيت أن أمتلك سلطة مهاتير محمد كي أطبق هذا القرار في بلدي ، وأتساءل لم لا يكون هذا الأمر عاما في سائر بلادنا؟

الإجابة ليست عندي ،  لكن كل ما أملكه من الأمر ، أو نملكه من أمرنا هو أن نفرض على أنفسنا القرار و نطبقه

كل ما هنالك هو أن تقرأ مزيدا من الكتب في العلاقات و أن تخضع  لدورة تأهيلية في الحياة الزوجية أو دورة في الإرشاد الأسري ، و في الفترة الأخيرة ، نال الموضوع إهتماما ملحوظا ( على المستوى الفردي ) فأصبح هناك وفرة من الكتب و الدورات في هذا المجال

 فلنهب وليكن كل منا مهاتير نفسه و نصنع بيوت ماليزية على التراب العربية.

بقلم شيماء فؤاد


الخبر في جريدة اليوم السابع
هنا

مضعفات و مدمرات الحب






لا ينهار الحب فجأة ، لابد و أنه تآكلت ركائزه و زُعزعت دعائمه على مر الزمن .
و إذا كانت ركائز الحب هي الإخلاص و التفاهم و العطاء و العلاقة الحميمية السليمة ، إذن فضعف أحدهم أو إختفائه هو ما زعزع كيان الحب و أدى به مع الوقت إلى الإنهيار.

و جدير بالذكر أن هناك مضعفات للحب و مدمرات له ، تماما مثل ما تفعله الزلازل البسيطة مع البنايات على مر الوقت و ما يفعله التسونامي إذا زأر مرة واحدة .
المضعفات هي الأخطاء الصغيرة التي تبعث على الضيق و الحنق و تثير الغضب ، و بالرغم من العتب و الإعتراض ، يكررها فاعلها ، فتتسبب في جرح مشاعر الشريك بشكل منتظم و هذا ما يزلزل و يضعف الحب و يضعه على حافة الإنهيار مثل : الإزدراء ، المقارنة ، النقد المستمر ، كثرة العتب ، الكذب والغيرة و الشك ، الإيذاء .
أما المدمرات فهي أخطاء يكفي الخطأ الواحد منها ان يقتل الحب قتلا و تتفاوت قدرة الفرد منا و دوافعه على تجاوزها مثل الخيانة أو إفشاء السر .

يكمن سحر الحب في أنك تصل بشريكك إلى درجة تنقل فيها له شعورا رائعا حيال نفسه ، يرفع من تقديره لذاته و يعزز من قيمة العلاقة التي تربطكما ، و لكن إنظر معي عزيزي القارئ إلى معاني هذه الأفعال ، أي منها يمكنه أن يزيد إحترامك لذاتك أو يوطد العلاقة بينك و بين شريكك؟!!

الإزدراء
الإزدراء و مرادفاته من السب و الشتيمة و التجاهل و تسفيه الرأي والنبرات التهكمية و النظرات الهازئة و غيرها كلها تعني أنني أرفضك بل أرفضك و أمقتك جملة و تفصيلا.


الإنتقاد
فرق بين أن أشكوا لك و أن أنتقدك.
أن أشكو لك فهذا يعني أنني أريد أن أشركك فيما يزعجني ، و أود أن نعالج الأمر سويا.
أما عندما أنتقدك بإستمرار فهذا يعني أنك بإختصار ، لا تعجبني ، و إذا قارنتك فأنا أؤكد لك هذا المعنى بل أضيف عليه أنك لم تصبح الأفضل في نظري .

كثرة العتب
تعني أنني أحصي عليك كل صغيرة و كبيرة و لا أتغافل عن شئ و تجعل المُعاتَب يشعر أنه في موقف إتهام بالتقصير أو الفشل دائما و أنه شخص غير كفئ للقيام بدوره .

أما الكذب
فهو يذهب بالأمان و هو الحاجة الأساسية التي تسبق الحب في هرم الإحتياجات النفسية و أنت بالطبع تعلم ماذا يحدث إذا حطمت أول درجة من درجات الهرم .

الشك
إذا تسلل الشك الى القلب ، إنصرف الحب بكل بساطة ، فلا وجود للحب مع الخوف لأن المعنيين يضادان بعضهما البعض .

الغيرة
الغيرة ملح الحب ، قليل منها يحافظ على الحب حيا
و لكنها تقتل الحب وتقضي على العلاقة إذا ما تحولت إلى ملاحقات و مطاردات و تجسس.


الإيذاء و العنف الجسدي و الجنسي
كلنا يعلم أن أجسادنا خلقت للمس لا للإيذاء !
و تذكر دائما أيها الزوج أن اليد التي ترتفع عاليا ثم تهوى على وجه المرأة فإنها تهوى أيضا بكل المواقف الجميلة السابقة ، قد لا يدرك الرجل أن بصمات أصابعه هذه لم تطبع على الوجه إنما طبعت على صفحة إسمنتية رطبة فبقيت شاهدة عليه على مر السنين!!
و كذلك إذا تعرض الجسد لما ينافي فطرته ، فمن الطبيعي لصاحبه أن يسعى للهروب به .


الخيانة و الصدمة في من وضعنا فيه كل الحب و كل الثقة هو أمر قاتل بمعنى الكلمة ، قاتل للجسد وقاتل للمعنى ، بمجرد المعرفة به يخور الحب خورا لا على الأرض فحسب ، بل لمسافات سحيقة تحت الأرض .
الخيانة أصعب المعاني إحتمالا و لا يستطيع إنسان أن يتعايش معها إلا إذا كان هناك ما يدفعه إلى ذلك مثل وجود أطفال ، و سيكون وجودهم حينئذ هو السبب الوحيد للحياة .
أما عندما أفضي إليك سرا فتعايرني به لحظة ما فأنت حينها تخسر قيمتك بالكامل و تصنع جرحا لا يلتئم في صورتك قبل أن يكون في قلبي ، فحذار ثم حذار .

قل لي بربك ، كيف يصمد الحب ، هذا المعنى الرقيق ، أمام هذه الوحوش من المعاني؟!

أهيب بك عزيزي القارئ أن تكون واقعا من قريب أو من بعيد بوعي أو بدون وعي في إحدى هذه المعاني ، فبذلك أنت بنفسك تزرع ألغامك في أرضك ، و تدمر ببطئ أكبر و أهم مشروع في حياتك الذي طالما حلمت به نوما و يقظة .


و لأني أعلم أن هذه المعاني ثقيلة الأثر على النفس و القلب ، فدعونا نسيل عليها تيارات من بلسم الدعاء اللهم إجعل علاقتنا بزوجاتنا و ازواجنا ، بالود تبقى و بالخير ترقى و بالوصل تبقى و وفقنا يارب و إياهم إلى ما تحب و ترضى .
اللهم إجعل لنا من أنفسنا و أزواجنا قرة أعين .آمين

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

أنا و أنت واحد > خطأ كبير






لا أعرف فيم تكون تفكر الزوجة أو الزوج عندما تقول أنها و زوجها واحد .. و ربما تقصد الهدف واحد أو المصلحة مشتركة لكن ستكون خاطئة و ستندم كثيرا إذا كانت تقصد انهم أصبحوا شخصية واحدة !
لا يجب ذوبان أي شخصية منهم في الأخرى لأنهم بالفعل ،، عندها سيصبحون واحدا (إما الإثنين يصبحوا  شخصية هي أو الإثنين شخصية  هو !!) سينتج عن ذلك أن الحياة ستفقد روح الإختلاف الجميل  وثانيا التغيير سنة كونية فعندما يتغير احدهم ( و هم في حالة "واحد" ) سينهار الطرف الآخر و يرفض التغييرفلا يجب أن نكون واحدا أبدا و يجب أن نستشعر جمال  الإختلاف و النقاش و التفاهم  ،، و نعم نؤكد أن المصلحة مشتركة  لكن انا لست أنت و لا أنت أنا .

أيضا من المفاهيم الخاطئة أنه "لا خصوصية في بين الزوجين" ..  هناك فرق بين الأسرار و الخصوصية .. نعم  صحيح لا أسرار بين الزوجين ، لكن بالطبع هناك خصوصية ، هكذا هي طبيعة الإنسان يحب ان يشعر بإستقلاليته الشخصية بعض الوقت ، يحب ان يعيد ترتيباته و يخطط لحياته و يفضفض مع نفسه ، ربما خصوصية للعبادة أو لإعداد النفس و الجسد و كل هذا لا يمكن أن يقوم به احد عاري من الخصوصية .

ليس معنى ان يطلب أحدهم بعض الخصوصية أن لديه أسرار  ، إنما هي فترة تفاوض مع الذات لا أكثر و لا أقل ، و هي لا تطول و لا تأخذ اكثر من وقتها و أكثر ما يزعج الطرف الذي يحتاج الخصوصية هو هذا الإتهام أنه يريد أن يخفي شيئا و يزعجه أيضا التجسس عليه بل يمكن أن يخسر الطرف المتجسس كثير من الإمتيازات في حياته.

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

لغــات الحــب





 كل إنسان منا ..  بداخله خزان  ..  " وهمي "  .. إسمه خزان الحب ... يولد معه و يستمر معه .. و هو بالطبع  لم يخلق  ليبق فارغا .. فعليه ان يمتلئ  ،،،   و كي تملأه لابد من ان تملأ خزان حب شخص آخر .. بمعنى أنه يقوم على مبدأ الأخذ و العطاء .. أعط حبا .. تأخذ حبا .. و إذا لم يمتلئ فستسوء حالتك النفسية و يسوء سلوكك و يصبح حادا و عنيفا  و من ثم  تتأثرباقي جوانب حياتك ..هذا بوجه عام .
:)

بالنسبة للزوجين :

كيف تعط حبا؟ و هل كل حب تعطيه سيشعر به الطرف الآخر و يقدره ؟ و بالتالي يرده تلقائيا لك؟
الامر يحتاج إلى قليل من التأمل
تخيل معي أنت تتحدث الصينية و إلتقيت بفتاة تتحدث فقط الروسية .. أعجبت بها و أحببتها .. و وددت  أن تتحدث و تعبر لها عن مقدار حبك .. و انت لا تعرف لغتها و لا هي قادرة على فهم لغتك .. هل سيكون هناك تواصل؟ فهـم؟ تقدير لحقيقة مشاعر الطرف الآخر ؟
بالطبع لا  .. و ستبقى عمق و حقيقة المشاعر مبهمة
هكذا الزوجين .. كل منهم له لغة في الحب يفهمها و إذا تواصلت عن طريقها .. قدرك كثيرا و إذا اخطأت اللغة .. ربما ستقدر و لكن تقدير أقل مما توقعت فيصيبك الإستياء ، و قد تقرر عدم المحاولة مرة أخرى .. على الرغم أنه أنت المخطئ في التعبير و لا أحد غيرك !!
و تتوالى سلسلة من الإستياءات بينك انت و شريكك و كل هذا لأنك فقط تجهل لغة الحب خاصته

لغات الحب عند كل البشر لا يمكن ان تخرج عن الخمس لغات التالية
1- الكلمات التشجيعية ( إضغط هنا )
2- تخصيص الوقت و الإهتمام ( إضغط هنا )
3-تبادل الهدايا
4- الأعمال الخدمية
5- الإتصال البدني

كل لغة منهم هي فن بحد ذاته و تحتاج إلى شرح .. ربما ستجد بعضها مشروحا في مواضيع أخرى بالمدونة ..و كلها لابد من التواصل من خلالها و لكن هناك بالطبع لغة مفضلة كما ان هناك طعام مفضل و مكان مفضل و هكذا .. فهناك لغة منهم أكثر حساسية
فتأمل نفسك و حدد أي لغة تتحدث و الأهــم أن تتأمل شريكك و تعرف أي لغة تؤثر فيه بالقدر الكبير










كيف أعرف لغة الحب خاصتي؟
أعتقد أن كل إنسان يعرف إلام يميل و أي شئ يفضل و إذا كان لديك تشوشا في التفكير و لا تستطيع أن تتعرف على لغتك فربما تفيدك هذه الطريقة في إكتشافها
دائما ا يعبر الإنسان  عفويا عن الحب بلغته هو التي يحب أن يعبر له الطرف الآخر بها فإنظر كيف تحاول أن تقول للطرف الآخر أنك تحبه .. و هناك طريقة أخرى و هي أن تستذكر ما الذي كنت تطلبه من شريك حياتك و تكرره  عليه كل فترة؟؟ ربما تطلب أن يقضي بعض الوقت معك أو أن يستمع اليك او ان تخرجا سويا .. فهنا لغة الحب هي تخصيص الوقت و الإهتمام .. ربما كنت تطلب منه المساعدة في بعض الأمور التي تثقل كاهلك .. فهنا لغة الحب هي الأعمال الخدمية و هكذا 
 




ملاحظات
- - - - -

كلنا نحتاج الى أن نتعامل باللغات الخمس و لا يجب إهمال أي لغة منهم
قد تكون أحادي اللغة أو ثنائي اللغة ( كلغات أساسية ) و يصبح الباقي بالنسبة لك لغات ثانوية
هذه اللغات تنطبق أيضا على الأطفال - إذا كان لديك طفل فيجب التعامل معه بنفس اللغات الخمس و ستكتشف أنه يفرح جدا بإحداهم و تكون هي لغة هذا الطفل الأساسية



هكذا .. و بعد ان تعلمنا لغات الآخرين .. لن نسمع بعد ذلك .. بــ حوار الطرشان



جزء صغير جدا  من كتاب
The five love language
Gary Chapman


و لكن بإسلوبي


السبت، 9 أكتوبر 2010

خوف الرجل الأكبر و خوف المرأة الأكبر




أكثر خوف الرجل من الفشل و أكثر خوف المرأة من الرفض.
لهذا السبب تجد الرجل يحاول أن يثبت ذاته في العمل أو البيت أو الحي أو وسط الأصدقاء و يصاب بالإكتئاب فقط اذا فشل في ذلك و تجد أن موت الرجل البطئ أن يشعر أن لا حاجة له ،  لهذا السبب يحب دائما أن يشعر بأن هناك حاجة له في بيته أو عند أولاده.

أما خوف المرأة الأكبر هو الرفض أي الشعور بأنها غير مرغوبة .. و بالفعل تصاب بالإكتئاب اذا شعرت بأنها غير مرغوبة أو محبوبة ،   و حتى تشعر بكيانها فانها تحاول قدر الإمكان بفعل كل ما يجعلها جميلة و محبوبة و مرغوبة  .

إن إدراك هذين المفهومين عند الرجل و عند المرأة في غاية الأهمية لأن عدم سد هذه الحاجات عند الرجل و المرأة قد يولد الكثير من المشاكل النفسية و الأسرية .. فيجب على المرأة أن تشعر الرجل بأهميته و بحاجتها إليه ، و يجب أن يشعر الرجل إمرأته بأنها محبوبة و مرغوبة و أن يؤكد ذلك دائما لها

مقتبس من كتاب : الفرق بين الجنسين
لــد. صلاح الراشد

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

الإختلافات بين الجنسين









إذا كان الرجل و المرأة مختلفين جينيا بهذا القدر و أيضا فسيولوجيا ( جسميا و تشريحيا ) فلمَ العجب من إختلافهم سيكولوجيا ( نفسيا ) ؟!

من الناحية العلمية ثبت أن الرجل يفكر بغير الطريقة التي تفكر بها المرأة رغم التواجد في نفس البيئة و التعرض لنفس الظروف و إستخدام نفس المفردات  و ترجع معظم الإختلافات إلى  إختلاف التكوين المخي لكليهما و الذي يكتشف فيه جديدا كل يوم .
و معا سنعرض جميع الإختلافات التي أثبتها العلم و أيضا التي أثبتتها الفطرة الغالبة علينا .

1- العاطفية

نعرف جميعا أن المخ نصفين أيمن و أيسر و بالتأكيد كلانا نستخدمه بالكامل فلم يخلق عبثا و لكن يميل كل جنس إلى أن يستخدم نصف عن الآخر و هذا يكون بالفطرة و لا إختياريا ، فيستخدم الرجل نصفي مخه  و لكنه يجنح إلى أن يستخدم النصف الأيسر- الذي يكبر بقليل النصف الأيمن عنده – و النصف الأيسر مسئول عن المنطق و الحسابات العقلية و السببية و المهارات المكانية ،  فمن الطبيعي جدا أن يكون  الرجل عقلانيا و منطقيا أكثر الوقت من كونه عاطفيا  ، و لكن لا يعني أنه لا يجب أن يكون عاطفيا .
أما المرأ ة فعندها نصفي المخ متساويين في الحجم  و تستخدمهم بشكل متناسب و لكنها تجنح  أكثر ولا إختياريا  إلى إستخدام نصف المخ الأيمن و هو المكان الذي تكمن فيه العواطف والتخيلات و الإبداع و القدرات اللفظية ، فبالتالي هن يشعرن و يبدين مشاعرهن و عواطفهن بشكل أقوى من الرجال .. لذا غالبا ما يظن الرجال أن النساء عاطفيات بشكل أكثر من اللازم  ، و الواقع أنهم فقط أكثر قدرة على التواصل مع مشاعرهن و التعبير عنها بسهولة و لكن هذا لا يعني أنهن عاطفيات بدرجة مبالغ فيها .
الآن نستطيع أن نفهم لم هي شكوى النساء على الرجال أنهم غير عاطفيين و لا يقدرون المشاعر أغلب الأوقات و شكوى الرجال على النساء أنهن عاطفيات بشكل مبالغ فيه و أنهن يرغبن أن يكون الزوج رومانسيا طوال الوقت .


2- التفاصيل – الصمت و التحدث

يتحدث الرجال من أجل معرفة شئ أو البحث عن حل لمشكلة .. غير ذلك فإنهم يؤثرون الصمت .. أما النساء فتتحدث من أجل الترابط و إظهار الإهتمام و أحيانا لإستيعاب الأمور من خلال سردها و للوصول فيها الى  قرارات و التي غالبا ما تكون اتفاقية جماعية مع بنات جنسها .
معظم النساء يملن إلى التفاصيل و يجنحن إلى التحدث و الوصف بإسهاب لذا عندما لا يقدم الرجال تفاصيل و يتحدثون بوجه عام ، فإنهن يعتقدن أن في ذلك محاولة لسيطرة أو  إخفاء متعمد للمعلومات  و لكن الأمر ليس كذلك .. إنه فقط إختلاف في الإسلوب .
و كل الزوجات تعلم أنه كل مرة يسأل الزوج كيف كان وقته مع أصدقائه ؟ يقول  " جيد " و يكتفي  في حين انك تنتظرين التفاصيل و ترغبين في سماع ماذا فعل بالتحديد  و عما تحدثوا و كلما سألتيه قال فقط " كان جيدا " !! .أما عندما يسألك كيف كان يومك ؟ فلاحظي انكِ تبدأين في سرد أحداث اليوم بالتفصيل في حين أنه  لا يحتاج اكثر من كلمة واحدة و هو "جيد" أو "غير جيد".

فيا رجال .. النساء ليست ثرثارات إنما هن يعشقن التفاصيل.
و يا نساء الرجال لا يحاولون إخفاء شئ ، إنما يعشقون الإختصار.

3-  الإصغاء

الرجال يصغون في صمت و يعالجون الأمور داخليا و لا يشترط أن يبدِ الرجل رد فعل تعاطفي  حيث أن القيام بذلك يجعلهم تلقائيا يشعرون بالضعف و الهشاشة  ، أما النساء فهم على النقيض لا يجدن حرجا في التعاطف بقوة مع المتحدث والبكاء من أجلهم أحيانا فهذا دليل على التواصل القوي .
فتتهم المراة الرجل انه غير حساس و يتهم الرجل المرأة أنها عاطفية أكثر من المطلوب .
فيا  نساء ... الرجال حساسون أيضا لكن لا يبدون تعاطفهم بشكل واضح .
و يا رجال .. النساء ليست عاطفيات و مبالغات في العاطفة .. إنها الفطرة فقط .

4-    التعامل مع المشكلات و الضغوط

الرجل لا يحب الإفصاح عن مشاكله ، و يميل للتفكير فيها بصمت و لذلك يكثر شروده و إنعزاله ، و هذا يثير شك المرأة في أنه غير قابل لها بشكل خاص و يكثر سؤالها و إلحاحها مما يزيده هو ضيقا و حنقا و يحدث الإصطدام بينهم و يجب على المرأة اذا لاحظت أن زوجها لديه ما يشغله و يفكر فيه ألا تلح عليه بالسؤال و تطمئنه أنه قادرا على حل مشاكله بالإستعانة بالله و أنها تدعوا الله  له أن ييسر أموره ، و أنها موجودة إلى جانبه إذا إحتاج إليها  ، هكذا يكون رد الفعل الصحيح الذي يمكن أن يخفف من التوتر في حين هناك زوجات أخرى لا تنقطع عن السؤال و الألحاح و الإستفزاز حتى تسوء الأمور و يغضب الزوجين من بعض و يزداد الهم أضعافا ، و لذلك إذا أراد الرجل أن يدفع عنه كل هذا الظن ، أن يخبر زوجته أنه يمر بمشكلة و يحتاج للتركيز مما يطمئنها كثيرا
 أما عندما تواجه المرأة مشكلة ، فهي عكس الرجل لا تصمت ، إنما تفكر بصوت عالي ،  تتواصل مع من يقدر على تدعيمها نفسيا و تقوم ( بالفضفضة ) و الحديث عما يضايقها و يختلج في صدرها ، و تتحدث المراة  لا لأنها تحتاج إلى حلا إنما لأنها  تشعر بتحسن عندما يُنصت اليها أحد و يقدم لها الدعم .
و لأن غالبا ما تفضي المرأة الى زوجها فيقوم الزوج بطبيعته الماهرة  في "  التحليل و تحديد الأهداف و إنجازها " بوضع حلول للمراة مما يثير جنونها ، في حين أنها  فقط تريد من يستمع اليها و يتعاطف معها و يدعمها نفسيا .

فيا نساء  .. الرجال عمليون ، دائما تتجه أذهانهم إلى وضع الحلول و إنجاز المهام ،
 و يا رجال .. النساء عاطفيون ، يحتاجون إلى التفهم و الإحتضان و الشعور بالدفئ و التجاوب .

5-    التركيز

عقل الرجل يعمل بطريقة الصندوق ( يركز ) و عقل المراة يعمل  بطريقة الشبكة .
عقل المراة  مثل شبكة كهربائية متصلة ببعضها البعض فهي تستطيع أن تفكر في أكثر من شئ في آن واحد مما يساعدها أن تفعل أكثر من شئ في آن واحد.
أما الرجال يركزون على شئ واحد ، سواء عند التفكير أو عند القيام بعمل ما كالذي يحمل في رأسه صناديق لكل موضوع صندوق ، عندما يحب التفكير في أحد المواضيع يدخل صندوقه و يغلق على نفسه و يفكر .
و هذا يبرر للزوجات لماذا ينفجر الرجل غضبا عندما يتوجهن إليه بحديث أثناء قيامه بعمل اي شئ أو التفكير فيه.


الخرس الزوجي

و هو شكوى النساء على الرجال ، و غالبا ما يصمت الرجل لأنه يفكر في أمر ما يشغل باله إما مشكلة يحتاج لأن يعرف معالمها أو يفكر لها في حل فينطوي و ينعزل مما يثير شك الزوجة أن هناك أمرا ما غير طبيعيا و يكون من الطبيعي أن تسأله و غالبا ما يرد الرجل بلا شئ أو متضايق أو أي إجابة مبهمة مختصرة ، و يكون الخطأ الأكبر عندما تصرين و تلحين عليه في السؤال .. فينفجر
هكذا هو الرجل مشحون الذهن إذا قرر أحدهم التفتيش في ذهنه ، و يكون أسلم طريقة للتعامل معه هو تركه و تهيئة الجو له كي يفكر بعمق و يستطيع ان يجد حلا  و كذلك دعمه نفسيا بعبارات مثل أثق بك ، دمت لنا ، و غيرها


6-    الذاكرة

النساء - تماماً كما تشير النكات - لديهن فعلاً ذاكرة أفضل (أطول) من الرجال، إذ يستطعن تذكر كل الإهانات التي طالت مشاعرها و كل الأحداث الماضية بتفاصيل مدهشة بالمقارنة بالرجال ، الطريف في الأمر أن الرجال يعتبرون أن هذه " سوداوية قلب " من النساء في حين أنهن لا ذنب لهن في ذلك و هكذا خلقن.


7-    التواصل بالأعين

تحب النساء التواصل بالأعين .. فتجدهم عندما يجلسن .. يجلسن في مواجهة بعضهم البعض حتى يتسنى لهم التواصل بالأعين ،، أما الرجال اذا إجتمعوا فإنهم يجلسون كتفا الى كتف ، أو جنبا الى جنب بحيث لا تواصل بالعين يذكر ، ينظرون الى الأوراق على المكتب أو الى السجادة او عبر الغرفة و يتحدثون ببطئ و بتركيز و بكلمات معدودة
  !!
فيا رجال .. النساء يشعرن بالإهتمام إذا تواصلت معهن بالأعين - داخل النطاق الشرعي.
و يا نساء .. الأمر ليس أنه غير مهتم .. إنها فقط برمجة ذكورية .

8-    الرسائل الضمنية و الرسائل الواضحة

ما تقوله المرأة حرفيا .. لا تعنيه .
بمعنى : إذا قالت : أنت لا تتحدث معي على الإطلاق .. فهي تقصد  اشتقت للحديث معك .
إذا قالت أنت لا تستمع لي : تعني أنت تستمع نعم لكن ما أريده هو الدعم النفسي و المشاركة . إسمعني و تحدث معي .
أنت لم تعد تحبني كالسابق .. أشعرني بحبك أكثر.
و هكذا .. عزيزي الزوج .. المرأة لا تعني ما تقول حرفيا .. إبحث عن المعنى وراء ما تقول .
أما الرجل فهو يعني ما يقول حرفيا و لا تحتاجين إلى جهد في التفكير لمعرفة ماذا يقصد أو ماذا يريد.


9-    التعبير عن الحب

المرأة سماعية .. تعرف قدرها عند زوجها عن طريق الكلمات .. و تعبر بنفس الطريقة في الغالب الأعم
أما الزوج يعبر عن حبه بالأفعال .. فيساعد في  أعمال المنزل .. أو يقوم بإصلاح شئ  أو بوجه عام العمل لتوفير حياة كريمة .. فعلى كل منهم أن يفطن كيف عبر الآخر عن حبه حتى لا نتهمه بما ليس فيه و نعكر صفو حياتنا .
فيا رجال .. الحب عند المرأة كلمة طيبة و يد حانية و إهتمام ملحوظ.
و يا نساء .. الحب عند الرجل هو أن يوفر لك حياة طيبة.

10- التعامل مع الجنس

يتعامل الرجل مع الجنس كحاجة بيولوجية يسعى لإروائها ، إنما الجنس بالنسبة للمرأة دليل حب .



كانت هذه الإختلافات العشر التي تذكرها الكتب و الأبحاث في مجال العلاقات و أكاد أجزم أن هذا الموضوع خاصة قد أجاب على تساؤلات العديد من الرجال و أرضى فضول كثير من النساء و إتخذ الأعذار لكليهما !

فهم الفروق بين الجنسين والوعي بكيفية التعامل معها بفاعلية هو سر التواصل الناجح .

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

صحيفة الحب


حسناته تشفع له عندي .. عبارة قالتها لي صديقتي الغاضبة عندما هدأت -  أخيرا -  و لانت للأعذار السبعين اللاتي حاولت أن أجعلها تتخذهم لزوجها المسكين كثير الإنشغال .
كنت أعلم قصة الأعذار السبعين لكن فكرة الحسنات و السيئات هي ما كان لها صدى في أذني .

في الحقيقة أعجبني أنها تتذكر له الحسن و الطيب و الجميل من عمله و لم يعم عينيها سيئة وقعت منه ، و لكن تساءلت لماذا إعتدنا على أن نحاسب شريك الحياة عما نسيه أو لم يقدمه أو قصر بحقه ؟؟

في حين أن الأحق و الأولى أن نحاسب أنفسنا أولا " هل ما نقدمه كافي ؟ ماذا يحتاج شريك حياتي ؟ هل هو عني راض و سعيد؟ ". هذا هو السؤال الأول و الصحيح ، إنه الحرص على أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق .

فإسأل نفسك دائما هل ما تفعله كافي ليلبي إحتياجات شريكك أم أحتاج إلى أن أكون أكثر إلتفاتا لمطالبه؟ و هذا نوعا من الحب بجانب أنه أمرا إلهيا في الإيفاء بحق من في كنفك عليك .

أما عندما ترسل ذاكرتك في رحلة تحصي فيها عدد المرات التي أساء لمشاعرنا فيها الشريك و عدد المرات التي نسي فيها موعدنا و عدد المرات التي .. إلخ .. فهذا غير عادل و أين عدد المرات التي إمتدحني فيها ؟ و عدد المرات التي إحتضن فيها همي ؟ و عدد المرات التي أثبت فيها أنه يحبني ؟ إلخ

فالعدل أن نضع الحسنات بجانب السيئات و غالبا ما ترجح كفة الحسنات و تشفع بالحب لصاحبها

فهيا نملأ صحائفنا عند شريكنا بكل حسن ، يسعده و يطيب خاطره و في ذات الوقت يشفع لنا و يقيل عثرتنا .


و هنا أذكر أن رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم أوجزها في جملة واحدة فقال " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا  ، رضي منها آخر " (*)





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(12). الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 1469
خلاصة حكم المحدث: صحيح